بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فَمَنْ يَكُونُ أَسْوَأَ حالاً مِنِّى إِنْ أَنَا نُقِلْتُ عَلَىٰ مِثْلِ حالِى إِلىٰ قَبْرِى لَمْ أُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتِى ، وَلَمْ أَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ لِضَجْعَتِى ؟ وَمَا لِى لَاأَبْكِى وَلَا أَدْرِى إِلىٰ مَا يَكُونُ مَصِيرِى ، وَأَرىٰ نَفْسِى تُخادِعُنِى ، وَأَيَّامِى تُخاتِلُنِى وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأْسِى أَجْنِحَةُ الْمَوْتِ ؟ فَما لِى لَاأَبْكِى ؟ أَبْكِى لِخُرُوجِ نَفْسِى ، أَبْكِى لِظُلْمَةِ قَبْرِى ، أَبْكِى لِضِيقِ لَحْدِى ، أَبْكِى لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ إِيَّاىَ؛
أَبْكِى لِخُرُوجِى مِنْ قَبْرِى عُرْياناً ذَلِيلاً حامِلاً ثِقْلِى عَلَىٰ ظَهْرِى أَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِى وَأُخْرىٰ عَنْ شِمالِى إِذِ الْخَلائِقُ فِى شَأْنٍ غَيْرِ شَأْنِى ، ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ﴾ وَ ذِلَّةٌ ، سَيِّدِى عَلَيْكَ مُعَوَّلِى وَمُعْتَمَدِى وَرَجائِى وَتَوَكُّلِى ، وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِى ، تُصِيبُ بِرَحْمَتِكَ مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِى بِكَرامَتِكَ مَنْ تُحِبُّ